في الذكرى السنوية الثانية لاختيارها مناصرة بارزة للأطفال اللاجئين
سموها تطلق رسمياً مؤسسة القلب الكبير بعد عامين من تأسيسها كحملة لدعم اللاجئين والمحتاجين
للنشر الفوري
الشارقة، 6 مايو 2015
أطلقت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، المناصرة البارزة للأطفال اللاجئين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يوم أمس، رسمياً، مؤسسة “القلب الكبير”، تزامناً مع مرور عامين على اختيار المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين سموها، كأول مناصرة بارزة للمفوضية، وبعد نحو عامين كذلك من إطلاق سموها لحملة “القلب الكبير” تزامناً مع اليوم العالمي للاجئين، في يونيو 2013.
وكانت المفوضية قد اختارت في شهر مايو 2013، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي في هذا المنصب الدولي، تقديراً لجهود سموها في رفع الوعي العام حول اللاجئين وعمل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وتركيزها على الأطفال بصفة خاصة، وشكّل اعترافاً دولياً بالإلتزام الذي تبذله سموها في التخفيف من معاناة الأسر والأطفال المتضررين من الحروب والنزاعات، واهتمامها بإطلاق المبادرات الهادفة إلى رفع مستوى الوعي حول قضايا اللاجئين وحشد الموارد لدعم المساعدة الإنسانية للاجئين والمشردين داخلياً.
وقالت سمو الشيخة جواهر القاسمي: “في الوقت الذي تتزايد فيه معاناة اللاجئين حول العالم، نتيجة الحروب والاضطرابات والكوارث، على اختلاف مسبباتها، وما يؤدي إليه ذلك من أخطار تهدد سلامتهم، وتدفعهم إلى المخاطرة بحياتهم من خلال عبور البحار على قوارب تفتقر إلى عناصر السلامة، وقطع مسافات شاسعة عبر الأراضي والصحارى الواسعة، بحثاً عن الأمان والسلام، فإن الجهود الدولية ينبغي أن تتوحد أكثر، لوقف هذا المأسي الإنسانية والمحافظة على الإنسان الذي كرمته كل الشرائع السماوية”.
وأكدت سموها أن مآسي اللاجئين مسؤولية في عنق كل إنسان حر حول العالم، خاصة أن الأطفال هم الفئة الأكثر تضرراً من اللجوء، نظراً لما يفقدونه من ذكريات طفولتهم وحياتهم العائلية، وما يسلبهم إياه التشتت والإقامة في أماكن تفتقتر لأدنى مقومات العيش الكريم، من حقوقهم الأساسية، وفي مقدمتها حقهم في المأوى والغذاء والرعاية الطبية والعلاج النفسي والتعليم، مشيرة إلى أن كل حرب أو اضطراب يحدث في بلد ما من العالم، يسبب جراحاً مؤلمة لبقية البلدان، لأن المأساة تتشابه رغم اختلاف الجنسيات والانتماءات العرقية والدينية، وهو ما يجعل اللاجئين قضية عالمية، لا يمكن حلها إلا بجهد وتعاون دولي.
وأضافت سمو الشيخة جواهر القاسمي: “يأتي قرار تحويل حملة القلب الكبير إلى مؤسسة شعوراً منا بضرورة مضاعفة جهودنا تجاه اللاجئين والمحتاجين في المنطقة والعالم، وتوسيع نطاق اهتمامات المؤسسة وخاصة تجاه الأطفال، للوصول إلى فئات أوسع من المحتاجين واللاجئين في مناطق كثيرة من العالم، وهو ما يتماشى مع قيم التكافل الإنساني في ديننا الإسلامي الحنيف، ويتوافق مع حب الخير والعطاء الذي ميّز دولة الإمارات منذ تأسيسها قبل أكثر من أربعة عقود ومازال حتى اليوم علامة فارقة لصورتها البيضاء المشرّفة في العالم”.
وأسهمت “القلب الكبير” على مدى العامين الماضيين في سد احتياجات مئات الآلاف من اللاجئين السوريين من خلال توفير الرعاية الصحية الطارئة، والمواد الإغاثية الأساسية والملابس والبطانيات والمأوى والغذاء. كما انتقلت الحملة من مراحل الإغاثة الطارئة إلى مرحلة التعليم، وذلك في سياق الجهود الرامية إلى إعادة الأطفال اللاجئين السوريين إلى المدارس لاستكمال تعليمهم، بعد أن تعطلت دراستهم نتيجة للأزمة الراهنة، ونزوحهم من بلدهم الذي مزقته الحرب.
وتمثل الإنجاز الأكبر لـ”القلب الكبير” في استضافة الشارقة لمؤتمر الاستثمار في المستقبل، المؤتمر الدولي الأول المعني ببحث ومناقشة قضايا وشؤون الأطفال اللاجئين بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والذي عقد تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، يوميّ 15 و16 أكتوبر 2014، تتويجاً للجهود الكبيرة التي بذلتها سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، في هذا المجال، انطلاقاً من اهتمام سموها بتوفير الحماية والأمان للأطفال في كل مكان، وسعيها المتواصل لتوفير سبل الحياة الكريمة للاجئين الأطفال.
ونجح المؤتمر الذي حضرته نحو 300 شخصية عالمية من القادة والمسؤولين المهتمين بقضايا الأطفال اللاجئين في المنطقة والعالم، إلى جانب مئات الخبراء والباحثين والإعلاميين وطلبة المدارس والجامعات، في بحث ومناقشة كيفية العمل معاً من أجل حماية الأطفال واليافعين اللاجئين، وتعزيز العمل المشترك وبذل الجهد الجماعي لتحسين حياة هؤلاء الأطفال، من خلال عدد من الجلسات والحلقات النقاشية، إضافة إلى فعاليات منتدى اليافعين الذي عمل على تثقيف وإشراك الطلاب الشباب حول قضايا اللاجئين، ودفعهم نحو المساهمة الإيجابية تجاه المجتمع، لينتج عنه إطلاق “مبادئ الشارقة”.
ونصت مبادئ الشارقة على أن يتمتع الأطفال واليافعون اللاجئون جميعهم بالحماية الدولية ،وأخذ المصالح الفضلى للأطفال واليافعين اللاجئين جميعهم في الاعتبار كأولوية في سائر المسائل التي تؤثر في رفاههم ومستقبلهم، وتسجيل كافة الأطفال اللاجئين ومنحهم وثائق ثبوتية عند ولادتهم في بلدان اللجوء، وأن يتمتع الأطفال والمراهقون اللاجئون بحقهم في وحدة الأسرة وحمايتهم من انفصال العائلة ، وحصولهم على التعليم النوعي في بيئة آمنة تدعم احتياجاتهم الخاصة بتطورهم، وحمايتهم من كافة أنواع العنف والإيذاء والاستغلال بما في ذلك عمالة الأطفال، وضمان وصولهم إلى النظم والخدمات الوطنية التي يتم تأمينها بطريقة تضمن حمايتهم، بما في ذلك الدعم الصحي والنفسي والاجتماعي ، وقامت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بتعميم المبادئ على دول العالم للعمل بها وتطبيقها تحت اشراف المفوضية.
وتركز عمل “القلب الكبير”، في عامها الأول، على توفير الإحتياجات الضرورية والطارئة، وذلك حسب ظروف الحرب التي نتج عنها تشريد للأُسر، وفقدان للماؤى، ما انعكس سلباً على توفر الغداء والرعاية الصحية والسكن، لذلك عملت المؤسسة على سد هذه الفجوات التي لا تحتمل الانتظار. حيث قامت بتوفير هذه الاحتياجات الأساسية للأطفال اللاجئين وأسرهم، وركزت عملها خلال فصل الشتاء، مثلاً، على توفير البطانيات، والسترات، والملابس، وإرسالها إلى الأطفال في دول الجوار السوري (الأردن، والعراق، وتركيا، ولبنان) بالإضافة إلى سوريا نفسها.
كما شهدت المرحلة الأولى من عمل المؤسسة تقديم المساعدات الطبية إلى أكثر من 365 ألف لاجئ سوري، مع توفير الغذاء والمال لأكثر من 400 ألف، أما في المرحلة الثانية فقد ساهمت في إنقاذ مئات الآلاف من اللاجئين السوريين من قسوة الشتاء والصقيع. وفي المرحلة الثالثة عملت المؤسسة على توفير التعليم إلى 1.2 مليون طفل لاجئ سوري. وجاء تركيز مؤسسة “القلب الكبير” على التعليم، انطلاقاً من توجيهات سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، بوضعه على قمة الأولويات الواجب توفيرها بصورة عاجلة للأطفال اللاجئين.
ومن أبرز المشاريع والمبادرات التي نفذتها المؤسسة خلال عامي 2013-2014: مشروع تأمين خدمات الرعاية الصحية للاجئين السوريين في العراق، وبلغت قيمته 7,3 مليون درهم، وكان عدد المستفيدين منه 106 آلاف لاجئ. وتنفيذ عدة مشاريع في الأردن، منها تحسين الوضع الصحي بقيمة 18,4 مليون درهم، وبلغ عدد المستفيدين منه 150 ألف لاجئ، وتقديم المواد الأساسية للأطفال والرضع وكبار السن، بقيمة 753 ألف درهم، وبلغ عدد المستفيدين 338700 لاجئ، ومشروع مساعدات مالية في عيد الفطر بقيمة 6,6 مليون درهم، وبلغ عدد المستفيدين 60 ألف لاجئ.
كما نفذت المؤسسة مشروعاً لتأمين خدمات الرعاية الصحية في لبنان، بقيمة 11 مليون درهم، وبلغ عدد المستفيدين منه 10 الآف لاجئ. وكذلك أنجزت المؤسسة في سوريا مشروع تحسين خدمات الرعاية الصحية، بتكلفة 3,7 مليون درهم، واستفاد منه 9150 نازحاً. وأسهمت كافة هذه المشاريع في بث الأمل بنفوس اللاجئين وأطفالهم، ومنحتهم قدرة أكبر على الصمود في وجه التأثيرات النفسية التي سببتها لهم الحروب والاضطرابات.
ويسهم تحويل “القلب الكبير” إلى مؤسسة في توثيق تعاونها مع الجهات الحكومية المحلية والإقليمية، والمؤسسات الدولية الإنسانية، وتسهيل وصولها إلى أماكن أبعد، إضافة إلى زيادة الدعم المقدم لها، وتمكينها من تطوير برامجها ومبادراتها الهادفة إلى دعم اللاجئين والمحتاجين في المنطقة والعالم، وتوفير سبل الحياة الكريمة لهم، والحقوق الأساسية لأطفالهم. كما ستمكن هذه الخطوة المؤسسة من المشاركة في المؤتمرات المتخصصة، ما يمنحها قدرة أكبر في التأثير والوصول إلى أصحاب القرار على مستوى العالم، بما يصب في مصلحة تلك الفئات المحتاجة ويخفف من معاناتهم.