الإمارات العربية المتحدة،الشارقة، 29 يونيو2013: في صورة إنسانية عز نظيرها اجتمع أصحاب القلوب الكبيرة في شوارع إمارة الشارقة ، في مسعىً لتكريس المزيد من الوعي بالأزمة الإنسانية الحرجة التي يعيشها اللاجئون السوريون وحشد الدعم اللازم لبث الأمل في نفوسهم في مشهد يزداد مأساويةً يوماً بعد يوم. وتزامنالحراك الشعبي الإماراتي مع احتفال دول العالم بيوم اللاجئ العالمي ،والذي يصادف الـ 20 من شهر يونيو كل عام. وترافقت هذه الجهود الشعبية على أرض الواقع مع حالة من الاستقطاب على شبكات التواصل الاجتماعي منقطعة النظير، تمثلت في اجتذاب ما يقرب من 8000 متابع خلال يومين فقط منذ إنطلاق حملة القلب الكبير للأطفال اللاجئين السوريين.
وفي إطار تفاعلها مع أزمة اللاجئين السوريين ، أطلقت الأمم المتحدة والمؤسسات الإنسانية مؤخراً أكبر مناشدة إنسانية في تاريخ البشرية،تجلت في إطلاق حملة تبرعات لجمع 5 مليارات دولار أمريكي لدعم حوالي عشرة ملايين لاجئ سوري وتوفير المساعدات الإنسانية لهم وللأسرهم؛ لمؤازرتهم في تخطي محنتهم وتلبية متطلبات الحياة الأساسية لهم كالغذاء، والمأوى، والرعاية الصحية والخدمات التعليمية.
وتقود سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، قرينة حاكم الشارقة، المناصرة البارزة للأطفال اللاجئين من قبل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، حملة توعوية لتشجيع الأفراد في دولة الإمارات والمنطقة العربية للانخراط في هذهالمناشدة الإنسانيةمن خلال استثمار وتوظيفالمبتكرات التكنولوجية الحديثة كالإعلام الرقمي ووسائطالتواصل الاجتماعي، لرفع سقف التوعية بأهمية دعم ومساندة هذه القضية الإنسانية. وتخللت فعاليات الحملة عرض مقاطع الفيديوالتيحظيت بانتشار واسع عبر شبكة “الإنترنت”، والتي تضمنت على مشاهد مؤثرة تجسد ملامح البؤس والشقاء التي يقاسيها إخواننا الاجئين السوريين يومياً، هذا بالإضافة إلى التغريد عبر تويتر وبقية مواقع التواصل الاجتماعي؛سعياً لتكريس مزيد من الدعم للاجئين السوريين.
يُشار إلى أن المحنة الإنسانية التي خلقها الصراع في سوريا خلفت آثاراً – مأساوية مركبة، حيث أُجبر 40.000 عراقي لجأوا إلى سوريافي وقت سابق -جراء الصراعات الدامية والمخاطر الأمنية- على العودة إلى ديارهم بعد أن فقدوا خيارهم في البقاء داخلها.
ويعبر آلاف السوريين يومياً من الحوامل، وحديثي الولادة، وكبار السن وغيرهم من ذوي الاحتياجات الخاصةحدود الدول المجاورة لهم ؛ هرباً من الدمار والموت الذي خلفته الحرب، مشياً على الأقدام في حقول الألغام وتحت أشعة الشمس الحارقة معرضين أنفسهم لخطر الموت.
ومع تصاعد أعمال العنف الدموية في سوريا تبرز مشكلة النازحين في الداخل، حيث أعلنت الأمم المتحدة عن وجود ما يقرب من 4.25 مليون نازح داخل سوريا، يعانون الحصار والعنف والجوع داخل أوطانهم. وفي ظل هذه الظروف المأسوية، قامت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤوناللاجئين بمساعدة أكثر من مليون شخص خلال الأشهر الستة الأخيرة، وتعمل جاهدة على تكثيف جهودها لتصل مساعدتها إلى أكبر عدد من اللاجئين.
من جانبها، قالت نورة النومان، المدير العام للمكتب التنفيذي لسمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي: ” الكلمات وحدها لا تكفي ينبغي قرن الأقوال بالأفعال.. واليوم تبرز حاجة ملحة لمساعدةاللاجئين السوريين، والتحرك بالسرعة القصوى بما تمليه علينا أخلاقيات العمل الإنساني. وقد لمسنا استجابة واسعة للجهود المبذولة من خلال الحراك الشعبي الداعم لحملة “القلب الكبير للأطفال اللاجئين السوريين” إلى جانب المساهمات التي نتلقاها في هذا الصدد. إلا أننا لا نزال بحاجة إلى الكثير من الدعم، نظراً للتدهور الحاد الذي تشهده الأزمة السورية يوماً بعد يوم، حيث تشير الإحصائيات إلى أن حركة النزوح اليومي ما تزال تسجل أرقاماً قياسية، إذ شهدت البلدان المجاورة وصول ما يقرب من 7000 لاجئ، وباستثناء ما يسترون به أجسادهم، فهم لا يملكون ما يسدون به رمقهم.”
والجدير بالذكر أن تدفق اللاجئين إلى الدول المجاورة أدى للمزيد من الضغط على الدول المضيفة، لاسيما لبنان التي ناء كاهلها عن تحمل التبعات المالية لحركة النزوح ، فأطلقت نداءً إنسانياً لجمع 449 مليون دولار أمريكي لإدارة الأزمة. كما أطلقت المملكة الأردنية الهاشمية نداءً مماثلاً أعلنت فيه عن حاجتها الملحة إلى 380 مليون دولار أمريكي لسد حاجات اللاجئين داخل حدودها.
بدوره، أعرب عمران رضا، ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، عن أسفه لتأزم مشهد اللجوء السوري، نظراً للزيادة المطردة في أعداد اللاجئين والنقص الحاد في الخدمات المقدمة لهم، حيث قال: ” إن أعداد اللاجئين السوريين في تزايد مستمر ، فقدتخطوا حاجز المليون خلال العام الجاري، ونتوقع ارتفاع هذا الرقم ليصل إلى 3.5 مليون بنهاية العام الحالي، معظمهم من الأطفال الذين تعرضوا لتجارب مأساوية، وعايشوا مشاهد القتل والدمار التي خلفت ندباً نفسية غائرة. ووسط تلك الأحداث الجسيمة التي مر بها أولئك الأطفال، جاءت الحملة التي أطلقتها سمو الشيخة جواهر لتركز على دعم هذه الشريحة حتى لا نواجه جيلاً مشرداً في المستقبل ، وهو تحدصعبتسعى سموها لإيجاد الحلول المناسبة له.”
وعلى الرغم من أن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ملتزمة بتحسين الظروف المعيشية لعشرات الملايين من اللاجئين حول العالم، إلا أن الحالة الحرجة للوضع السوري لم تترك لها الخيار في التركيز حالياً على حملة “القلب الكبير للأطفال اللاجئيين السوريين.”
ويمكن لأولئك الذين يتطلعون إلى إحداث علامة فارقة في حياة اللاجئين السوريين، تقديم المساعدة عبر إرسال رسائل كلمة “تبرع” على هذه الأرقام ( عبر شبكة اتصالات): 2000 (10 درهم)، 2002 (50 درهم)، 2003 (100 درهم)، أو من خلال حساب سلام ياصغار (للأطفال اللاجئين السوريين).
رقم الحساب: 0034 430430 012/ رقم الحساب الدولي AE5804 100000 3443 04300 12.
كما يمكن الإتصال على الأرقام التالية :59411036971+ /59411116971+/59411156971+للاستفسار أو الحصول على المزيد من المعلومات.
يتقدم المكتب التنفيذي لسمو الشيخة جواهر القاسمي، وحملة القلب الكبير بجزيل الشكر إلى مجموعة البطحاء على تبرعهم السخي بـ 5 ملايين درهم للاجئين السوريين، إذ مهدوا الطريق أمام المؤسسات والشركات الأخرى ليحذو حذوهم، ويساهموا في إحداث علامة فارقة في حياة الأطفال اللاجئين السوريين.