أطلقت القلب الكبير، المؤسسة الإنسانية العالمية المعنية بمساعدة اللاجئين والمحتاجين حول العالم، حملة توعوية عبر مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بها، بوسم أنا #مش_عدد، بهدف التوعية بأهمية النظر إلى اللاجئين كأصحاب كفاءات ومهارات وطموحات وليس كأعداد وأعباء اقتصادية واجتماعية على المجتمعات المضيفة.
وتتزامن هذه الحملة مع استعدادات القلب الكبير لحفل تتويج الفائز بجائزة الشارقة الدولية لمناصرة ودعم اللاجئين والتي تنظمها المؤسسة للعام الثالث على التوالي بالتعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، حيث تمنح الجائزة لأفراد أو مؤسسات ساهموا في إحداث تغيير إيجابي حقيقي على حياة اللاجئين الأمر الذي ينطبق مع غاية حملة “أنا مش عدد”.
وانطلقت الحملة بعرض لعناوين تصدرت وسائل الإعلام المطبوعة والمرئية ركزت على أعداد اللاجئين المتنامية في مختلف دول العالم، واختارت الحملة بعض النماذج الحية للاجئين فلسطينيين وسوريين في أكثر من بلد عربي وأجنيي استطاعوا أن يكملوا حياتهم بشكل طبيعي ويستفيدوا من علومهم ومهاراتهم ومواهبهم ليبنوا حياة جديدة في اللجوء.
وفي هذا السياق قالت مريم الحمادي مدير مؤسسة القلب الكبير: “أردنا من خلال هذه الحملة المساهمة في إحداث تغيير جوهري في النظرة إلى اللاجئين، بما ينعكس تغييراً على واقعهم وأسلوب التعامل معهم وحل قضاياهم. إن اللاجئ إنسان اضطر إلى مغادرة وطنه وأهله قسراً، لكنه سيظل يحتفظ بهويته وذاكرته التي بناها مع أهله عندما كان آمناً في بلده، إلى جانب أنه يمتلك الكثير من الطاقات ولديه الكثير من الإمكانات التي تؤهله ليكون عنصراً فاعلاً في مجتمعه الجديد ومؤثراً إيجابياً في ابتكار الحلول التي تواجه اللاجئين في أكثر من بقعة من العالم.”
وأضافت الحمادي: “إن مشاريع القلب الكبير في مختلف دول الشرق الأوسط والعالم، أظهرت لنا العديد من قصص النجاح للاجئين الذين لم يفقدوا الأمل والطموح والمثابرة رغم فقدانهم للكثير. تلك القصص والنجاحات تستحق أن تروى وأن يتم تسليط الضوء عليها لتشكل وعياً جديداً وثقافة جديدة في المجتمعات كافة، لأن الثقافة السليمة هي التي تقود السلوكيات السليمة وتؤسس لحراك إنساني أكثر عدالة واستدامة.”
وعرضت الحملة نماذج للاجئين من مختلف الفئات العمرية يعيشون في لبنان وألمانيا وماليزيا، ويمارسون مهناً وهوايات مختلفة. وتبرز الحملة روح الاعتزاز والثقة لدى كل واحد منهم، التي تمكنهم من تجاوز المصاعب واستعادة استقرارهم والاستفادة مما اكتسبوه من معارف وخبرات ليكونوا مساهمين فاعلين في البلدان المضيفة.